إبداع عالمي بدايات الحركة الفنية الانطباعية

الرياض -كتبت-اقبال التميمي:

الناقد كلاريت قال حينها:
"يبدو أنهم قد أعلنوا الحرب على الجمال"
[img]http://www.alriyadh.com.sa/*******s/25-10-2004/Mainpage/images/T8.jpg[/img]
كان جوستاف كوربيه ( 1819- 1877) من أوائل الفنانين الذين واجهوا العالم بشكل صريح وعلني ضد "النظام المتبع في فنون ذلك الوقت، وكان من أوائل الفنانين ذوي الأفكار الثورية، أسهم في فتح الباب إلى حرية التعبير في الفن، مع أن أعماله لم تنقل الا النزر اليسير حول الحياة السياسية أو الاجتماعية في فرنسا.
عرض كوربيه من خلال اسلوبه غير التقليدي ما اراد من عامة الشعب ان يروه، وليس ما كان متوقعا ان تعرضه الفنون بشكل تقليدي في ذلك الوقت، كان لا يزال خلال تلك الفترة المبكرة من القرن التاسع عشر الذي تميز بصحوة حرية التعبير غريبا على عالم الفن، وكان الصالون الباريسي هو العلامة الفارقة في تاريخ الفن الحديث، الذي انشأه نابليون الثالث عام 1863للرسامين الذين تعرضوا للاهانة من خلال رفض اعمالهم من قبل الصالون الرسمي مثل "مونيه، وماتيت، وبيسارو، وستلر، وجونغ كانيد، وغيرهم) حيث منح الفنانين وللمرة الأولى حق عرض أعمالهم التي اتبعوا فيها اسلوبا مغايرا لتقنيات الرسم المقبولة والمتبعة حينها، ليطلع عليها عامة الناس، ويعتبر هذا المعرض كعلامة لبداية الاستقلال الفني.
كانت كل من المدن الرئيسة الثلاث الرائدة في الفنون دوسلورف، وميونيخ وباريس، محجا للفنون في القرن التاسع عشر، مع أن يوجين دولاكروا ( 1799- 1863) كان قد أخذ موقفا مستقلا ضد قيمة الرسم التقني الذي كان يدرسه الاكاديميون حينها، وكان كلود مونيه ( 1840-- 1926) هو من بدأ بثورة الفن عن طريق تنظيم مجموعة مستقلة من الرسامين لعرض لوحاتهم التي رفضت الترويض عام 1874، مما عرض كلا من النقاد الفنيين وعامة الشعب إلى صدمة، كان هدفهم هو عرض أفكار جديدة مغايرة للتقنيات القديمة المتبعة، آملين بالحصول على دعم من جميع الفنانين الجادين.
افتتح المعرض في 15ابريل 1874، وولدت التعابير "الانطباعية" و"الانطباعيين" عندما استخدم هذه التعابير (لويس ليروس) عندما تحدث عن رأيه في المعرض ورأيه في التدرج اللوني في لوحة انطباع الشروق (1872) للفنان مونيه.
أما الناقد كلارين قال وقد أحس بالتهديد من أسلوب عرض الفنانين لرفضهم للطاعة ومعاندة ورفض المعتاد "يبدو أنهم قد أعلنوا الحرب على الجمال"..
وتحت عنوان "الانطباعية" قام الرسامون بحملة تحمل مبدأ الابداع في الطبيعة، يظهرون من خلاله انطباعات حديثة للعالم المرئي، بدلا من النقل والتقليد التام للمنظر، كانوا يلمسون الاحساس بالاضاءة واللون، واهتموا بالتأثير المتدقق الذي لعبه الضوء، واحساساتهم باللون كانت متغيرة باستمرار، واشكال الضوء المنعكس على الأسطح كانت مختلفة، بينما ظهرت الظلال كنسبة من الضوء أقل حدة وكثافة، وأصبح الضوء الذي لا يعتبر شيئا ماديا ملموسا هو اهم موضوع في لوحاتهم، وهذا كان غريبا وشاذاً على تفكير واسلوب فناني صالون الرسامين.
لقد اهتم الانطباعيون بالتنويع في درجة اللون والاضاءة، ولم يهتموا كثيرا بالخطوط الخارجية لذلك وضعوا ألوانهم كانفاس اللوحة في لطخات صغيرة وخطوط من الدهان من أجل توضيح تأثير الارتجاجات والتغير في تأثير الاضاءة.